الهلال يصدم العالم- فوز تاريخي يغير وجه كرة القدم

المؤلف: ترجمة: جنى الدهيشي09.04.2025
الهلال يصدم العالم- فوز تاريخي يغير وجه كرة القدم

سطع نجم الهلال، محوّلاً الأضواء عن وهج الأندية الأوروبية، ومغيّراً ملامح كرة القدم إلى صورة جديدة لم نعهدها. لطالما اعتُبر الدوري السعودي للمحترفين ملاذاً للاعبين المخضرمين أو الذين فقدوا شغف المنافسة. ولكن، في يوم الثلاثاء المنصرم، استيقظت الأوساط الكروية الأوروبية على واقع جديد لكرة القدم السعودية، وذلك بعد الانتصار المذهل الذي حققه الهلال على مانشستر سيتي بنتيجة 4-3، الأمر الذي منحه بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية.

وفقًا لصحيفة "ذا جارديان"، إذا كانت البطولة تتوق إلى حدث استثنائي يعيد إليها الإثارة، فإن هزيمة فريق من صفوة الأندية الأوروبية على يد فريق مغمور عالميًا يمثل تلك اللحظة الفارقة.

قد يجد البعض مبررات لهزيمة مانشستر سيتي، ولكن الحقيقة أن الهلال هو الآخر لم يكن في أوج عطائه. فقد دخل المنافسة بعد موسم محلي شاق ومخيّب للآمال. ورغم تحقيقه رقماً قياسياً في عدد الانتصارات المتتالية، بواقع 34 فوزًا، إلا أنه خسر لقب الدوري السعودي للمحترفين لصالح الاتحاد. علاوة على ذلك، رحل نيمار في شهر يناير دون أن يتم تعويضه بلاعب بمكانته، وتعرض الهداف ميتروفيتش للإصابة، وغاب النجم سالم الدوسري. خاض الفريق عددًا مماثلاً من المباريات التي خاضها مانشستر سيتي، وكان يعاني من فراغ في منصب المدرب في المراحل الأخيرة من الموسم، قبل أن يتم تعيين سيموني إنزاجي قبيل انطلاق كأس العالم للأندية مباشرة.

يذكرنا مشجعو مانشستر سيتي بتاريخ ناديهم العريق قبل الحقبة الذهبية التي بدأت مع الاستثمارات الضخمة من أبوظبي في عام 2008. وبالمثل، يمتلك الهلال تاريخًا زاهيًا حتى قبل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على النادي - إلى جانب أكبر 3 أندية أخرى في البلاد - في صيف عام 2023. فهو بطل آسيا المتوج 4 مرات، وبطل الدوري السعودي برصيد 19 لقباً، وكلاهما يمثل رقماً قياسياً. كما بلغ نهائي كأس العالم للأندية 2022، وخسر بنتيجة 3-5 أمام ريال مدريد بعد أن قدم أداءً قوياً أمام تشيلسي في النسخة السابقة.

لم يعد الهلال فريقاً مهمشاً، بل عزز صفوفه بشكل ملحوظ في العامين الماضيين. أسماء لامعة مثل ياسين بونو في حراسة المرمى، والمدافعين كاليدو كوليبالي وجواو كانسيلو، ولاعبي خط الوسط روبن نيفيس وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش، قادرة على التألق في أي دوري. ومن اللافت للنظر أن مانشستر سيتي ضم عناصر أجنبية أكثر، إذ كان فيل فودين اللاعب الإنجليزي الوحيد في التشكيلة، مقابل 8 لاعبين سعوديين في تشكيلة الهلال.

لقي هذا الانتصار أصداءً واسعة النطاق في القارة الآسيوية، كونه أول فوز يحققه فريق آسيوي على نادٍ أوروبي بهذا المستوى الرفيع. ويأتي إنجاز الهلال في وقت يشهد فيه تراجعاً لبقية الأندية الآسيوية، حيث ودعت 3 فرق منافسات دور المجموعات بهزائم قاسية. فقد بلغ سجلها الإجمالي فوزًا واحداً وثماني هزائم، وسجلت 6 أهداف مقابل 27 هدفًا في مرماها. حقق العين فوزًا وحيدًا، لكنه تلقى هزيمتين. وخرج أوراوا ريدز الياباني بثلاث هزائم متتالية. أما نادي أولسان، الذي رافقه وفد من مسؤولي أندية كوريا الجنوبية، فقد شارك وغادر دون أن يترك بصمة تذكر.

كانت هذه المباريات مخيبة للآمال، وتثير مخاوف بشأن انحدار مستوى كرة القدم الآسيوية مقارنة بنظيرتها في السعودية، حيث تأهلت ثلاثة فرق من أصل أربعة إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا في النسخة الأخيرة. قد لا يبالي السعوديون بتراجع مستوى الكرة الآسيوية، فالهلال على أعتاب نهائي كأس العالم للأندية، وربما على موعد مع مباراة ثأرية ضد ريال مدريد. قبل ثلاث سنوات، كان الهلال فريقًا واعدًا يكتفي بمواجهة خصم بارز كهذا، لكن الوضع تغير الآن رأساً على عقب.

بغض النظر عن نتائج البطولة، سيبقى فوز الهلال على مانشستر سيتي لحظة تاريخية لا تُنسى. إنه تذكير بأن كرة القدم هي بالفعل لعبة عالمية. وقد يتحول الحديث عند انتقال نجم كبير إلى نادٍ سعودي، ليصبح أقل تركيزًا على الجانب المادي والطموح الشخصي، وأكثر حول قدرة النادي على تقليص الفجوة مع الأندية الأوروبية، تلك الفجوة التي لم تعد شاسعة كما كان يُتصور في السابق.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة